للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمير عز الدين جرديك أحد المماليك النورية فامتنع في القلعة، فذكر له صلاح الدين أنه ليس له غرض سوى حفظ بلاد الملك الصالح عليه، وإنما هو نائبه وقصده من جرديك المسير إلى حلب في رسالة فاستحلفه جرديك على ذلك (٦٥) وسار جرديك إلى حلب برسالة من صلاح الدين واستخلف في قلعة حماة أخاه، فلما وصل جرديك إلى حلب قبض عليه كمشتكين وسجنه، فلما علم أخوه بذلك سلم قلعة حماة إلى صلاح الدين فملكها، ثم سار صلاح الدين إلى حلب وحصرها وبها الملك الصالح بن نور الدين فجمع أهل حلب وقاتلوا صلاح الدين وصدوه عن حلب، وأرسل سعد الدين كمشتكين إلى سنان مقدم الإسماعيلية أموالا عظيمة ليقتلوا صلاح الدين، فأرسل سنان جماعة ليقتلوا صلاح الدين ووثبوا على صلاح الدين فقتلوا دونه، واستمر صلاح الدين محاصرا لحلب إلى مستهل رجب، ورحل عنها بسبب نزول الفرنج على حمص، ووصل صلاح الدين إلى حماة ثامن رجب وسار إلى حمص فرحل الفرنج عنها، ووصل صلاح الدين إلى حمص وحصر قلعتها وملكها في حادي عشري شعبان، ثم [سار] «١» إلى بعلبك فملكها.

ولما استقر ملك صلاح الدين لهذه البلاد أرسل الملك الصالح إلى ابن عمه سيف الدين غازي [صاحب الموصل] «٢» يستنجده على صلاح الدين، فجهز جيشه صحبة أخيه مسعود بن مودود بن زنكي «٣» [وجعل] «١» مقدم الجيش عز الدين محمود (ا) المعروف بسلفندار وطلب أخاه الأكبر عماد الدين زنكي بن

<<  <  ج: ص:  >  >>