مودود ليسير في الصحبة فامتنع مصانعة لصلاح الدين، فسار سيف الدين غازي وحصره بسنجار، ووصل عسكر الموصل صحبة عز الدين مسعود بن مودود وسلفندار إلى حلب، وانضم (٦٦) إليهم عسكر حلب، وساروا إلى صلاح الدين، فأرسل صلاح الدين يبذل حمص وحماة، وأن تفرد بيده دمشق، ويكون فيها نائبا للملك الصالح، فلم يجيبوه إلى ذلك، وساروا لقتاله، واقتتلوا عند قرون حماة، فانهزم عسكر الموصل وحلب، وغنم صلاح الدين وعسكره أموالهم، وتبعهم صلاح الدين حتى حصرهم بحلب وقطع صلاح الدين حينئذ خطبة الصالح بن نور الدين، وأزال اسمه عن السكة، واستبد بالسلطنة، فراسلوا صلاح الدين في الصلح على أن يكون له ما بيده من الشام، ويكون للملك الصالح ما بقي بيده منها، فصالحهم على ذلك، ورحل عن حلب في العشر الأول من شوال هذه السنة أعني سنة سبعين وخمس مئة.
وفي العشر الآخر من شوال ملك السلطان صلاح الدين بارين وأخذها من صاحبها فخر الدين مسعود بن الزّعفراني، وكان فخر الدين من أكابر الأمراء النورية.
وفيها ملك البهلوان بن إلدكز مدينة تبريز وأخذها من ابن آقسنقر الأحمد يلي.
وفيها، مات شملة التركماني «١» صاحب خوزستان وتولى ولده.
وفيها، وقع بين الخليفة وبين قطب الدين قيماز مقدم عسكر الخليفة ببغداد فتنة، فنهبت دار قيماز، وهرب إلى الحلّة ثم إلى الموصل، فلحقه في الطريق عطش شديد وهلك أكثر أصحابه، ومات هو قبل وصوله إلى الموصل، فحمل