سار عن نصيبين وقصد الموصل، وقد استعد صاحبها عز الدين مسعود (٧٩) ومجاهد الدين قيماز للحصار وشحنوها بالرجال والسلاح فحصر السلطان الموصل وأقام عليها منجنيقا، فأقاموا من داخل المدينة تسعة مناجيق وضايق الموصل فنزل السلطان محاذيا باب كندة، ونزل صاحب حصن كيفا [على]«١»
باب الجسر، ونزل تاج الملوك بوري «٢» أخو صلاح الدين على باب العمادي، وجرى القتال بينهم وكان ذلك في شهر رجب، فلما رأى حصارها يطول رحل عن الموصل إلى سنجار وحاصرها وملكها واستناب بها سعد الدين بن معين الدين أنر «٣» وكان من أكابر الأمراء وأحسنهم صورة ومعنى.
ثم سار السلطان إلى حران وعزل في طريقة أبا الهيجاء السمين عن نصيبين.
وفيها، عمل البرنس صاحب الكرك أصطولا في بحر أيلة وساروا في البحر فرقتين: فرقة أقامت على حصن أيلة يحصرونه، وفرقة سارت نحو عيذاب يفسدون في السواحل، وبغتوا المسلمين بتلك النواحي فإنهم لم يعهدوا بذلك البحر فرنجيا قط، وكان بمصر الملك العادل [أبو]«٤» بكر نائبا عن أخيه السلطان صلاح الدين فعمل أصطولا في بحر عيذاب وأرسله مع حسام الدين لؤلؤ الحاجب «٥» وهو متولي الأصطول، بمصر وكان مظفرا فيه شجاعة فسار حسام