الدين مجدا في طلبهم وأوقع بالذين يحاصرون أيلة فقتلهم وأسرهم، وسار في طلب الفرقة الثانية وكانوا قد عزموا على الدخول إلى الحجاز الشريف مكة والمدينة حرسهما الله تعالى، وسار لؤلؤ يقفو أثرهم فبلغ [رابغ]«١» فأدركهم (٨٠) بساحل الحوراء «٢» وتقاتلوا في البحر أشد قتال وظفر الله تعالى المسلمين بهم، وقتل لؤلؤ أكثرهم وأخذ الباقين أسرى، وأرسل منهم ألفي رجل إلى منى لينحروا بها «٣» وعادوا بالباقين إلى مصر فقتلوا عن آخرهم.
وفيها، توفي عز الدين فرّخشاه بن شاهنشاه بن أيوب «٤» صاحب بعلبك وكان ينوب عن صلاح الدين بدمشق وهو ثقته من بين أهله، وكان فرّخشاه شجاعا كريما فاضلا وله شعر جيد، ووصل خبر موته إلى صلاح الدين وهو في البلاد الجزرية فأرسل إلى دمشق [شمس الدين]«٥» محمد بن عبد الملك (بن) المقدّم ليكون بها، وأقر بعلبك على بهرام شاه بن فرّخشاه «٦» المذكور.