ليقيما به إلى أن ينسلخ الشتاء، ثم انثنى عزمهما، وسار الأفضل إلى مصر، والظاهر إلى حلب على القريتين ولما تفرقا خرج الملك العادل من دمشق وسار في أثر الأفضل إلى مصر، فلما وصل العسكر إلى مصر تفرقت عساكره لأجل الربيع وأدركه عمه العادل فخرج الأفضل وضرب معه مصافا، فانكسر الأفضل وانهزم إلى القاهرة ونازل العادل القاهرة ثمانية أيام فأجاب الأفضل إلى تسليمها على أن يعوض عنها ميّافارقين وحاني وسميساط فأجابه العادل إلى ذلك ولم يف له به، وكان دخول العادل إلى القاهرة في حادي عشري ربيع الآخر هذه السنة.
قال ابن الأثير:
كان دخول العادل إلى القاهرة يوم السبت [ثامن عشر]«١» ربيع الآخر، وتوفي القاضي الفاضل (١٣٥)[ليلة سابع ربيع الآخر]«٢» ، ثم سافر الملك الأفضل إلى صرخد وأقام العادل بمصر على أنه أتابك الملك المنصور محمد ابن العزيز عثمان مدة يسيرة، ثم أزال الملك المنصور محمد (ا) واستقل العادل بالسلطنة. «٣»
ولما استقرت المملكة للملك العادل أرسل إليه الملك المنصور صاحب حماة يعتذر إليه مما وقع منه بسبب أخذه بارين من ابن المقدم، فقبل الملك العادل عذره وأمره برد بارين إلى ابن المقدم فاعتذر الملك المنصور عنها بقربها من حماة، ونزل عن منبج وقلعة نجم لابن المقدم عوضا عن بارين فرضي ابن المقدم بذلك لأنهما خير من بارين بكثير، وتسلمهما عز الدين إبراهيم بن شمس الدين