يتنصر، فأمر ولده فتنصر وسار إلى الكرج وتزوج الملكة، وكانت هذه الملكة تهوى مملوكا لها، ويعلم ابن طغريل شاه بذلك وتكاسر «١» فدخل يوما إلى البيت فوجد المملوك نائما معها في الفراش فلم يصبر المذكور على ذلك وأنكر عليها، فأخذته زوجته واعتقلته في بعض القلاع ثم أحضرت رجلين كانا قد وصفا لها بحسن الصورة فتزوجت أحدهما ثم فارقته وأحضرت إنسانا مسلما من كنجة «٢» هويته وسألته أن يتنصر لتتزوج به فلم يجب إلى ذلك، فترددت الرسل بينهما فلم يجبها إلى التنصّر.
وفي هذه السنة، توفي المستنصر يوسف بن محمد الناصر بن يعقوب المنصور بن يوسف بن عبد المؤمن ملك الغرب وقد تقدم ذكر ولايته سنة عشر وست مئة «٣» .
وكان يوسف المذكور منهمكا في اللذات فدخل الوهن على الدولة بسبب ذلك، ولم يخلف يوسف المذكور ولدا فاجتمع كبراء الدولة وملكوا عم أبيه لكبر سنه، وهو عبد الواحد بن يوسف بن عبد المؤمن ولقبوه المستضيء، وكان عبد الواحد المذكور قد صار فقيرا بمراكش وقاسى الدهر، فلما تولى اشتغل باللذات والتنعم في المآكل والملابس (١٩٣) من غير أن يشرب خمرا فخلعوه بعد تسعة أشهر وقتلوه «٤» وملكوا ابن أخيه عبد الله ولقبوه العادل، وهو عبد