ولما استقر الملك الأشرف ببلاده رجع عن جميع ما تقرّر بينه وبين المعظم، وتأول في أيمانه التي حلفها أنه مكره، ولما رأى الملك الكامل اعتضاد الملك المعظم بجلال الدين خاف من ذلك، وكاتب الأمبروز ملك الفرنج «١» في أن يقدم عكّا ليشغل [أخاه]«٢» المعظم عما هو فيه، ووعد الأمبروز أن يعطيه القدس، فسار الأمبروز إلى عكّا، وبلغ المعظم ذلك فكتب إلى أخيه الأشرف يستعطفه.
وفيها، انتزع الأتابك طغريل الخادم الشّغر وبكاس من الملك الصالح بن الملك الظاهر، وعوضه عنها بعين تاب والرّاوندان.
وفيها، سار الحاجب حسام الدين علي بعساكر الأشرف من خلاط إلى بلاد جلال الدين، فاستولى على خوي وسلماس ونقجوان.
وفي هذه السنة في ذي القعدة، توفي الملك المعظم عيسى بن الملك العادل أبي بكر بن أيوب «٣» بقلعة دمشق بالدوسنطاريا وعمرة تسع وأربعون سنة، وكان مدة ملكه دمشق تسع سنين وشهورا (٢٠١) وكان شجاعا، وكان عسكره في غاية التجمل، وكان يخطب لأخيه الكامل ببلاده ولا يذكر اسمه معه، وكان الملك المعظم قليل التكلف جدا، وكان في غالب الأوقات لا يركب بالسناجق السلطانية، وكان يركب وعليه كلوتة صفراء بلا شاش، ويخترق