[الكامل]«١» وهو حينئذ نائب أبيه بمصر فحلف له جميع العسكر وأقاموا في دمشق الملك الجواد يونس بن ممدود بن الملك العادل أبي بكر أيوب نائبا عن العادل أبي بكر بن الكامل، وتقدمت الأمراء إلى الناصر داود صاحب الكرك بالرحيل عن دمشق وتهددوه إن أقام فرحل إلى الكرك وتفرقت العساكر، فسار أكثرهم إلى مصر وتأخر مع الجواد يونس بعضهم ومقدمهم عماد الدين بن الشيخ وتبقى يباشر الأمور مع الملك الجواد.
ولما بلغ شير كوه صاحب حمص وفاة الملك الكامل فرح فرحا عظيما [وأتاه فرج]«٢» ما كان يطمع نفسه به وأظهر [سرورا عظيما و]«٢» لعب الكرة خلاف العادة وهو في عشر السبعين.
وأما المظفّر صاحب حماة فإنه حزن لذلك ورحل من الرّستن إلى حماة فأقام فيها العزاء، وأرسل شير كوه حينئذ ارتجع سلميّة من نواب الملك المظفّر، وقطع القناة الواصلة من سلميّة إلى حماة فيبست بساتينها، ثم عزم على قطع نهر العاصي عن حماة فسدّ مخرجه من بحيرة قدس التي بظاهر حمص، فبطلت نواعير حماة وطواحينها، وذهب ماء العاصي في [واد]«٣»(٢٤٢) إلى جانب البحيرة ثم لما لم يجد الماء له مسلكا عاد فهدم ما كان قد عمله صاحب حمص وجرى كما كان [أولا]«٢» ، وكذلك كان قد حصل لصاحب حلب ولعسكرها الخوف من الملك الكامل فلما بلغهم موته فرحوا، ولما بلغ الحلبيين موت الكامل اتفقت آراؤهم على أخذ المعرة [ثم أخذ حماة من الملك المظفر صاحب حماة