قلبه منه، واعتمد على بطانة وصلت معه من حصن كيفا، وكانوا أطرافا أراذل، فاجتمعت البحرية على قتله بعد (٢٧٣) نزوله بفارسكور وهجموا عليه بالسيوف، وكان أول من ضربه ركن الدين بيبرس الذي صار سلطانا فيما بعد على ما سنذكره «١» ، فهرب الملك المعظم منهم إلى البرج الخشب الذي نصب له فأطلقوا فيه النار ليركب في حرّاقته فحالوا بينه وبينها بالنشّاب فطرح نفسه في البحر فأدركوه وأتموا قتله في نهار الاثنين، وكان مدة إقامته في المملكة [من]«٢» حين وصوله إلى الديار المصرية شهرين وأياما.
ولما جرى ذلك اتفق الأمراء على إقامة شجر الدّر زوجة الملك الصالح في المملكة وأن يكون عز الدين أيبك الجاشنكير الصالحي المعروف بالتركماني «٣»
أتابك العسكر وحلفوا على ذلك، وخطب لشجر الدّر على المنابر، وضربت السكة باسمها، وكان نقش السكة: المستعصمية الصالحية ملكة المسلمين ووالدة الملك المنصور خليل، وكان الملك الصالح قد ولد له من شجر الدّر [ولد]«٤» ومات صغيرا واسمه خليل فتسمت شجر الدّر والدة خليل، وكانت صورة علامتها على المناشير والتواقيع: والدة خليل.
ولما جرى ذلك وقع الحديث مع ريد إفرنس في تسليم دمياط بالإفراج عنه، فتقدم ريد إفرنس إلى من بها من نوابه بتسليمها فسلموها وصعد إليهم العلم السلطاني يوم الجمعة لثلاث بقين من صفر من هذه السنة، وأطلق ريد إفرنس فركب البحر بمن سلم معه (٢٧٤) نهار السبت غداة الجمعة المذكورة، وأقلعوا