المذكور مقدم البحرية، فلما وصل إلى غزة اندفع من كان بها من جهة الملك الناصر بين يديه.
وفي هذه السنة، اتفق كبراء الدولة وهدموا سور دمياط في العشر الأخير من شعبان هذه السنة لما حصل للمسلمين عليها من الشدة مرة بعد أخرى، وبنوا مدينة بالقرب منها بالبر وسموها المنشية، وأسوار دمياط التي هدمت من عمارة المتوكل العباسي.
وفي مستهل شعبان، قبض الناصر يوسف صاحب دمشق وحلب على الناصر داود بن المعظم بن العادل الذي كان صاحب الكرك وبعث به إلى حمص فاعتقل بها، وذلك (٢٧٧) لأشياء بلغته عنه خاف منها.
وفي هذه السنة، سار الملك الناصر يوسف بعساكره من دمشق إلى الديار المصرية وصحبته من ملوك أهل بيته الصالح إسماعيل بن العادل بن أيوب، والأشرف موسى صاحب حمص وهو حينئذ صاحب تل باشر والرحبة وتدمر، والمعظم توران شاه بن السلطان صلاح الدين، وأخوه نصرة الدين «١» ، والأمجد حسن والظاهر شاذي ابنا الناصر داود بن المعظم عيسى بن العادل ابن أيوب، وتقي الدين عباس بن الملك العادل بن أيوب «٢» ، ومقدم الجيش شمس الدين لؤلؤ الأرمني وإليه تدبير المملكة، فرحلوا من دمشق يوم الأحد منتصف رمضان هذه السنة، ولما بلغ المصريين ذلك اهتموا لقتاله ودفعه، وبرزوا إلى السّانح وتركوا الأشرف المسمى بالسلطان بقلعة الجبل، وأفرج أيبك عن ولدي الصالح إسماعيل