للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى العباسية وضربوا دهليز الملك الناصر وهم لا يشكون أن الهزيمة [تمت] «١»

على المصريين، فلما بلغهم هروب الملك الناصر اختلفت آراؤهم فمنهم من أشار بالدخول إلى القاهرة وتملكها ولو فعلوه لما كان بقي مع المعزّ من يقابلهم به فإن غالب المصريين المنهزمين وصلوا إلى الصعيد، ومنهم من أشار بالرجوع إلى الشام وكان منهم تاج الملوك بن المعظم وهو مجروح «٢» ، وكانت الوقعة يوم الخميس، ووصل المنهزمون من المصريين إلى القاهرة في غداة الوقعة نهار الجمعة فلم يشك أهل مصر في تملك الملك الناصر ديار مصر، وخطب له في الجمعة المذكورة بقلعة الجبل بمصر.

وأما القاهرة فلم تقم فيها في ذلك اليوم خطبة لأحد، ثم وردت البشرى بانتصار البحرية، ودخل أيبك التركماني والبحرية إلى القاهرة يوم السبت ثاني عشر ذي القعدة، ومعه الصالح إسماعيل تحت الاحتياط وغيره من المعتقلين فحبسوا بالقلعة (٢٧٩) وعقب ذلك أخرج أيبك التركماني أمين الدولة وزير الصالح إسماعيل وأستاذ داره [ابن] «١» يغمور [وكانا معتقلين] «٣» من حين [استيلاء] «١» الصالح أيوب على بعلبك «٤» فشنقهما على باب قلعة الجبل رابع عشر ذي القعدة.

وفي ليلة الأحد سابع عشري ذي القعدة هجم جماعة على الملك الصالح عماد الدين إسماعيل بن الملك العادل بن أيوب وهو يمص قصب سكر وأخرجوه إلى ظاهر قلعة الجبل من جهة القرافة وقتلوه فدفن هناك وعمره نحو خمسين

<<  <  ج: ص:  >  >>