فعادت أفريقية إلى ولاية الحفصيين، وتولى منهم عبد الله بن عبد الواحد بن أبي حفص «١» في سنة ثلاث وعشرين وست مئة، ولما تولى ولى أخاه [أبا]«٢»
زكريا يحيى «٣» قابس وأخاه أبا إبراهيم إسحاق «٤» بلاد الجريد، ثم خرج على عبد الله وهو على قابس أصحابه ورجموه وطردوه وولوا موضعه أخاه أبا زكريا سنة خمس وعشرين وست مئة «٥» ، فنقم بنو عبد المؤمن على أبي زكريا ذلك، فأسقط أبو زكريا اسم عبد المؤمن من الخطبة، وبقي اسم المهدي وخلع طاعة بني عبد المؤمن، وتملك أفريقية، وخطب لنفسه بالأمير المرتضى واتسعت مملكته وفتح تلمسان والغرب الأوسط وبلاد الجريد والزاب وبقي كذلك إلى أن توفي سنة سبع وأربعين وست مئة، وأنشأ في تونس بنايات عظيمة شامخة، وكان عالما بالأدب، وخلف أربع بنين وهم: أبو عبد الله محمد «٦» ، وأبو إسحاق إبراهيم «٧» ، وأبو حفص عمر «٨» ، وأبو بكر وكنيته (٢٨٣) أبو يحيى «٩» ،