للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسبع مئة فملك بعده شخص من الحفصيين يقال له أبو بكر بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي زكريا بن عبد الواحد بن أبي حفص صاحب ابن تومرت وأقام في المملكة ثمانية عشر يوما، ثم وصل خالد بن المنتخب صاحب بجاية ودخل تونس وقتل أبا بكر المذكور سنة تسع وسبع مئة.

ولما جرى ذلك كان زكريا اللحياني «١» بمصر، فسار مع عسكر السلطان الملك الناصر إلى طرابلس الغرب وبايعه العرب، وسار إلى تونس (٢٨٦) فخلع خالد بن المنتخب وحبس ثم قتل قصاصا بأبي بكر بن عبد الرحمن المقدم الذكر، واستقر اللحياني في ملك أفريقية، وهو أبو يحيى زكريا بن أحمد بن محمد الزاهد اللحياني بن عبد الواحد بن أبي حفص صاحب ابن تومرت، ثم تحرك على اللحياني أخو خالد بن المنتخب وهو أبو بكر بن يحيى المنتخب فهرب اللحياني إلى ديار مصر وأقام بالإسكندرية، وملك أبو بكر بن يحيى المنتخب «٢» تونس وما معها خلا طرابلس والمهدية، فإنه بعد هروب اللحياني بايع ابنه محمد «٢»

نفسه واقتتل مع أبي بكر فهزمه أبو بكر واستقر محمد بن اللحياني بالمهدية وله معها طرابلس، وكان استيلاء أبي بكر وهروب اللحياني إلى ديار مصر في سنة تسع عشرة وسبع مئة، وأقام اللحياني في الإسكندرية، ثم وردت عليه مكاتبات من تونس في ذي القعدة سنة إحدى وعشرين وسبع مئة إلى الإسكندرية يذكرون فيها أن أبا بكر متملك تونس المذكور قد هرب وترك البلاد، وأن الناس قد أجابوا إلى طاعة اللحياني وبايعوا نائبه وهو محمد بن أبي بكر «٢» من الحفصيين وهو صهر زكريا اللحياني المذكور وهم في انتظار وصول اللحياني إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>