مروان الحمار آخر خلفاء بني أمية، فكانت مدة ملكهم خمس مئة وأربعا وعشرين سنة تقريبا، وعدة خلفائهم سبعة وثلاثون خليفة.
حكى القاضي جمال الدين بن واصل، قال: لقد أخبرني من أثق به أنه وقف على كتاب عتيق فيه ما صورته: أن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بلغ خلفاء بني أمية عنه أنه يقول: إن الخلافة تصير إلى ولده فأمر الأموي بعلي بن عبد الله فحمل على جمل بعد أن ضرب وطيف به ونودي عليه عند ضربه: هذا جزاء من يفتري ويقول إن الخلافة تكون في ولده، فكان علي بن عبد الله يقول: إي والله لتكوننّ الخلافة في ولدي، لا تزال فيهم حتى يأتيهم العلج من خراسان فينتزعها منهم فوقع (٢٩٥) مصداق ذلك وهو ورود هولاكو وإزالته ملك بني العباس «١» .
وفي هذه السنة، كانت الوقعة بين المغيث صاحب الكرك وعسكر مصر، كان قد انضمت البحرية إلى المغيث بن العادل بن الكامل بن العادل بن أيوب ونزل من الكرك وخيم بغزة، وجمع الجموع وسار إلى مصر في دست السلطنة، وخرجت عساكر مصر مع مماليك الملك المعزّ أيبك وأكبرهم سيف الدين قطز والغتمي وبهادر، والتقى الفريقان وانكسر المغيث ومن معه وسار منهزما إلى الكرك في أسوأ حال، ونهب ثقله ودهليزه.
وفي هذه السنة أعني سنة ست وخمسين، توفي الملك الناصر داود «٢» بظاهر دمشق في قرية يقال لها البويضاء، ومولده سنة ثلاث وست مئة، وكان عمره ثلاثا وخمسين سنة، وكنا قد ذكرنا أخباره في سنة خمس وخمسين، وأنه توجه