إلى تيه بني إسرائيل وصار مع عرب تلك البلاد «١» ، وبلغ المغيث صاحب الكرك وصوله إلى تلك الجهة فخشي منه وأرسل إليه وقبض عليه وحمله إلى الشّوبك وأمر بحفر مطمورة ليحبسه فيها [وبقي الناصر ممسوكا والمطمورة تحفر قدامه ليحبس فيها]«٢» ، فبينما هو على تلك الحال إذ ورد رسول الخليفة المستعصم من بغداد يطلبه لما قصده التتر ليقدمه على بعض العساكر [لملتقى التتر]«٣» ، فلما ورد رسول الخليفة إلى دمشق جهز (هـ) الناصر يوسف إلى المغيث ووصل الرسول إلى الناصر داود قبل فراغ المطمورة فأخذه وعاد به إلى دمشق فبلغ الرسول باستيلاء التتر على بغداد وقتل الخليفة، فتركه الرسول ومضى (٢٩٦) لشأنه، فسار الناصر داود إلى البويضاء من قرى دمشق وأقام بها، ولحق الناس بالشام في تلك المدة طاعون مات فيه الناصر داود، وخرج الناصر يوسف صاحب دمشق إلى البويضاء، وأظهر عليه الحزن والتأسف، ونقله إلى الصالحية فدفنه بتربة والده المعظم.
وكان الناصر داود فاضلا ناظما ناثرا وقرأ [العلوم]«٣» العقلية على الشيخ شمس الدين عبد الحميد الخسرو شاهي «٤» تلميذ الإمام فخر الدين الرازي، وللناصر داود المذكور أشعار جيدة، وقد تقدم ذكر بعضها «٥» ، ومن شعره أيضا «٦» : (الطويل)