الملك الناصر جماعة يسيرة منهم أخوه الظاهر والملك الصالح شير كوه صاحب حمص، وشهاب الدين القيمري، ثم سار الملك الناصر بمن تأخر معه إلى تيه بني إسرائيل، ولما وصلت العساكر إلى مصر التقاهم الملك المظفر قطز بالصالحية وطيّب قلوبهم، وأرسل إلى الملك المنصور صاحب حماة سنجقا والتقاه ملتقى حسنا وطيّب قلبه ودخل القاهرة.
وأما التتر، فإنهم استولوا على دمشق وعلى سائر الشام إلى غزّة واستقرت شحانيهم بهذه البلاد.
وأما قلعة حلب فوثب جماعة من أهلها في مدة الحصار على صفي الدين بن طرزة رئيس حلب، وعلى نجم الدين محمد بن عبد العزيز بن القاضي نجم الدين بن أبي عصرون فقتلوهما لأنهم اتهموهما بمواطأة التتر، ودام الحصار على القلعة نحو شهرين، ثم سلمت بالأمان في يوم الاثنين الحادي عشر من ربيع الأول هذه السنة.
ولما نزل أهلها بالأمان، وكان فيها جماعة من البحرية الذين (٣٠٥) حبسهم الملك الناصر منهم سكز وبرامق وسنقر الأشقر فسلمهم هولاكو وباقي الترك إلى رجل مع التتر يقال له سلطان حق وهو من أكابر القفجاق هرب من التتر لما غلبت على القفجاق إلى حلب فأكرمه الملك الناصر فلم تطب له تلك البلاد وعاد إلى التتر، وأما العوام والغرباء فنزلوا إلى أماكن الحمى التي قدمنا ذكرها «١» ، وأمر هولاكو أن يمضي كل من سلم إلى داره وملكه وأن لا يعارض، وجعل النائب عماد الدين القزويني، ووصل إلى هولاكو على حلب الملك الأشرف صاحب حمص [موسى]«٢» بن إبراهيم بن شير كوه، وكان قد انفرد الأشرف المذكور عن