المسلمين لما توجه الناصر يوسف إلى جهة مصر، ووصل إلى هولاكو بحلب فأكرمه هولاكو وأعاد عليه حمص، وكان قد أخذها منه الناصر صاحب حلب في سنة ست وأربعين وست مئة وعوضه عنها تل باشر كما تقدم ذكره «١»
فعادت إليه في هذه السنة واستقر ملكه بها.
وقدم أيضا على هولاكو وهو نازل على حلب محيي الدين بن الزكي «٢» من دمشق ومعه مفاتيحها، فأقبل عليه هولاكو وخلع عليه وولاه قضاء الشام، ولما عاد ابن الزكيّ المذكور إلى دمشق لبس خلعة هولاكو فكانت مذهبة وجمع الفقهاء وغيرهم من أكابر دمشق وقرأ عليهم تقليد هولاكو واستقر في القضاء.
ثم رحل هولاكو إلى حارم وطلب تسلمها، فامتنعوا أن يسلموها لغير فخر الدين «٣» والي قلعة حلب فاحضره هولاكو (٣٠٦) فسلموها إليه فغضب هولاكو [من ذلك]«٤» وقتل أهل حارم عن آخرهم، وسبى النساء ثم رحل بعد ذلك وعاد إلى الشرق، وأمر عماد الدين القزويني «٣» بالرحيل إلى بغداد فسار إليها وجعل مكانه بحلب رجلا أعجميا وأمر هولاكو بخراب أسوار قلعة حلب وإخراب أسوار المدينة فخربت عن آخرها، وأعطى هولاكو الأشرف موسى صاحب حمص الدستور ففارقه ووصل إلى حماة فنزل بدار المبارز «٥» وأخذ في