خراب سور حماة بتقدم هولاكو، إليه فخربت أسوارها واحترقت زردخاناتها وبيعت [الكتب]«١» التي في دار السلطنة بقلعة حماة بأبخس الأثمان.
وأما أسوار مدينة حماة فلم تخرب لأنه كان بحماة رجل يقال له إبراهيم ابن الفرنجية «٢» ضامن الجهة المفردة بذل لخسرو شاه جملة كثيرة من المال، وقال:
الفرنج قريب منا بحصن الأكراد ومتى خربت أسوار المدينة [لا]«١» يقدر أهلها على المقام فيها فأخذ منه المال ولم يتعرض لخراب أسوار المدينة، وكان قد أمر هولاكو الملك الأشرف صاحب حمص بخراب قلعة حمص [أيضا]«٣» فلم يخرب منها إلا شيئا قليلا لأنها مدينته.
وأما دمشق فإنهم لما ملكوا المدينة بالأمان لم يتعرضوا إلى قتل ولا نهب، وعصت عليهم قلعة دمشق فحاصرها التتر وجرى على أهل دمشق شدة عظيمة من عصيان القلعة، وضايقوا القلعة وأقاموا عليها المناجيق، ثم تسلموها بالأمان في منتصف جمادى الأولى من هذه السنة (٣٠٧) ونهبوا جميع ما فيها، وجدّوا في خراب أسوار القلعة وإعدام ما بها من الزردخانات والآلات، ثم توجهوا إلى بعلبك ونازلوا قلعتها.
وفي هذه السنة، استولى التتر على ميّافارقين وقد تقدم ذكر نزولهم عليها في سنة ست وخمسين «٤» ودام الحصار عليهم حتى فنيت أزوادهم وفني أهلها