بالوباء وبالقتل، وصاحبها الملك الكامل محمد بن المظفر غازي بن العادل أبي بكر بن أيوب [مصابر ثابت]«١» ، وضعف من عنده عن القتال فاستولى عليها التتر وقتلوا صاحبها الملك الكامل المذكور «٢» وحملوا رأسه على رمح وطيف به في البلاد، ومروا به على حلب وحماة ووصلوا به إلى دمشق في سابع عشري جمادى الأولى، فطافوا به دمشق بالمغاني والطبول، وعلق الرأس المذكور في شبكة بسور باب الفراديس إلى أن عادت دمشق إلى المسلمين فدفن بمشهد الحسين داخل باب الفراديس وفيه يقول الشيخ شهاب الدين أبو شامة رحمه الله أبياتا منها «٣» : (الخفيف)
ابن غازي غزا وجاهد قوما ... أثخنوا في العراق والمشرقين
طاهرا عاليا ومات شهيدا ... بعد صبر عليهم عامين
لم يشنه إذ طيف بالرأس منه ... وله أسوة برأس الحسين
ثم واروا في مسجد الرأس ذا ... ك الرأس واستعجبوا من الحالتين
وأما الملك الناصر يوسف فإنه لما انفرد عن العسكر من قطيا وسار (٣٠٨) إلى تيه بني إسرائيل بقي متعجبا إلى أين يتوجه، وعزم على التوجه إلى الحجاز وكان له طبردار كردي اسمه حسين «٤» فحسن له المضي إلى التتر وقصد هولاكو، فاغتر بقوله ونزل ببركة زيزاء، وسار حسين الكردي إلى كتبغا نائب هولاكو وعرفه بموضع الناصر، فأرسل كتبغا إليه وقبض عليه، وأحضره إلى عجلون