من هذه السنة، ووصل إليه الأشرف موسى صاحب حمص في نصف الشهر المذكور فأحسن إليه الظاهر وأكرمه.
وفيها، كان قتل المغيث فتح الدين عمر بن العادل بن الكامل محمد بن العادل أبي بكر بن أيوب «١» وسببه أنه كان في قلب الظاهر بيبرس منه غيظ عظيم لأمور كانت بينهما، قيل: إن المغيث المذكور أكره امرأة الظاهر لما قبض المغيث على البحرية وأرسلهم إلى الناصر يوسف صاحب الشام وهرب الظاهر المذكور وبقيت زوجته بالكرك والله أعلم بحقيقة ذلك، ولم يزل الظاهر يجتهد على حضور المغيث وحلف لوالدته على غزّة، وكان عند المغيث شخص يقال له الأمجد، وكان يبعثه في الرسلية إلى الظاهر، فكان الظاهر يبالغ في إكرامه وتقريبه فاغتر الأمجد بذلك، وما زال الأمجد على مخدومه المغيث حتى أحضره إلى الظاهر، فحكى شرف الدين بن مزهر «٢» وكان ناظرا خزانة المغيث، قال:
لما عزم المغيث على التوجه إلى خدمة الملك الظاهر لم يكن قد بقي في خزانته شيء من المال غير القماش «٣» ، وكان لوالدته حواصل في البلاد فبعناها بأربعة وعشرين ألف درهم، واشترينا باثني عشر ألفا خلعا من دمشق وجعلنا في صناديق الخزانة الاثني عشر [ألفا]«٤» الأخرى، ونزل المغيث من الكرك وأنا والأمجد وجماعة من أصحابه في خدمته، قال: وشرعت البريدية (٣٢٧) تصل إلى المغيث في كل يوم بمكاتبات الظاهر ويرسل صحبتهم مثل غزلان ونحوها