والمغيث يخلع عليهم حتى نفد ما كان بالخزانة من الخلع، ومن جملة ما كتب إليه في بعض المكاتبات أن المملوك ينشد في قدوم مولانا:(الطويل)
خليليّ هل أبصرتما أو سمعتما ... بأكرم من مولى يمشي إلى عبد «١»
قال: وكان الخوف في قلب المغيث من الظاهر شديدا، قال ابن مزهر:
ففاتحني في شيء من ذلك بالليل، فقلت له: احلف لي أنك ما تقول للأمجد ما أقول لك حتى أنصحك، فحلف لي، فقلت له: اخرج الساعة من تحت الخيام واركب حجرتك النجيلة ولا يصبح لك الصباح إلا وأنت قد وصلت إلى الكرك فتعصى فيه وما تفكر في أحد، قال ابن مزهر: فغافلني وتحدث مع الأمجد في شيء من هذا، فقال له الأمجد: إياك من ذلك، وسار المغيث حتى وصل إلى بيسان، فركب الظاهر بعساكره والتقاه في يوم السبت سابع وعشري جمادى الأولى من هذه السنة، فلما شاهد المغيث الظاهر ترجل فمنعه الظاهر وأركبه وساق إلى جانبه وقد تغير وجه الظاهر، فلما قارب الدّهليز أفرد الملك المغيث عنه وأنزله في دهليز وقبض عليه وأرسله معتقلا إلى مصر وكان آخر العهد به، قيل إنه حمل إلى امرأة الظاهر بقلعة الجبل فأمرت جواريها فقتلنه بالقباقيب، ثم قبض الظاهر على جميع أصحاب المغيث ومن جملتهم ابن مزهر المذكور، ثم بعد ذلك أفرج عنهم «٢» .
ولما التقى الظاهر المغيث (٣٢٨) وقبض عليه أحضر الفقهاء والقضاة وأوقفهم على مكاتبات من التتر إلى المغيث المذكور وأجوبة عما كتب إليهم يطمعهم في ملك مصر والشام، وكتب بذلك مشروح وأثبت على الحكام،