بقليل، وكان بديع الجمال، تام الشكل، ضخما، مهيبا، مستدير اللحية، كامل الشجاعة، عالي الهمة، يملأ العين، ويرجف القلب، خضعت له الملوك، ودانت له الأمم.
وكان بيدرا من أكبر دولة السلطان الملك المنصور ومن أعز الناس على أستاذه، ثم اتخذه الأشرف الشهيد نائبه فكافأه، وكان بيدرا يرجع في الجملة إلى دين وعدل، عاش نيفا وثلاثين سنة.
وكان الشّجاعي طويلا، تام الهيبة، أبيض، أسود اللحية، مهيبا وقورا، فيه عسف وجبروت، وعنده خبرة بالأمور (و) فطنة، عمل (في) نيابة دمشق، ودخل طلبه [من]«١» غزاة قلعة الروم وهو في تجمل عظيم لا ينبغي أن يكون إلا لسلطان.
وفيها مات (كيختو) بن أبغا بن هولاكو طاغية التتار، تسلطن بعد موت أرغون سنة تسعين «٢» ، ومالت طائفة إلى [بيدوا]«٣» ابن أخيه ما هو ابن أخيه بل نسيب له بعيد «٤» فملكوه ووقع الخلف بينهم، ثم قوي بايد واوقاد الجيوش، فالتقى الجمعان فقتل كيختو واستقل [بيدوا]«٣» بالممالك، فخرج عليه نائب خراسان غازان بن أرغون وجمع الجيوش فطلب الملك «٥» .