للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السّلام، وعبد المطّلب «١» وعليه عمود النسب، وهو حفر بئر زمزم لرؤيا رآها، وكانت قد تتابعت على قريش سنون أقحلت الضّرع، وأذهبت العظم، فرأت رقيقة بنت [أبي] «٢» صيفيّ بن هاشم «٣» في منامها هاتفا يقول «٤» : يا معشر قريش! إنّ هذا النبيّ المبعوث منكم قد أظلتكم أيامه فحيهلا بالخصب فانظروا رجلا منكم وسيطا، ووصف صفة عبد المطلب، فليخلص هو وولده وليهبط إليه من كلّ بطن رجل، فليسنوا من الماء «٥» ، وليمسوا من الطيب واستلموا الركن ثم ارتقوا أبا قبيس، وليستسق الرجل وليؤمّن القوم فغثتم ما شئتم، فأصبحت رقيقة مذعورة، وقصّت رؤياها فقيل: هو شيبة الحمد عبد المطّلب ففعل ومعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام قد أيفع أو كرب، فقال: اللهمّ سادّ الخلّة وكاشف الكربة أنت معلّم غير معلّم، ومسئول غير مبخّل، وهذه عبدّاؤك وإماؤك بعذرات حرمك يشكون إليك سنتهم أذهبت الخفّ (٢١) والظّلف، اللهم فأمطر غيثا مغدقا ضريعا، قالت رقيقة:

فو ربّ الكعبة ما راحوا حتى تفجرت السّماء بمائها، واكتظّ الوادي بثجيجه، فسمعت سادات قريش يقولون لعبد المطّلب: هنيئا لك أبا البطحاء أي عاش بك أهل البطحاء، وقالت رقيقة: (البسيط)

بشيبة الحمد أسقى الله بلدتنا ... لما فقدنا الحيا واجلوّذ المطر

<<  <  ج: ص:  >  >>