وفي ثامن وعشري شعبان، وصل نائب حلب إلى الخدمة وهو قراسنقر، وتواصلت عساكر الشام كلها إلى الرّكاب الشريف، ثم خرج السلطان بقصد الديار المصرية في تاسع رمضان ومعه القضاة والأكابر ونواب الشام في هيبة عظيمة، ثم دخل غزة، وكان يوم دخوله يوما مشهودا، وجاء عدة أمراء وأخبروا بنزول الشاشنكير عن السلطنة وأنه طلب مكانا يأوي إليه، وهرب من مصر مغرّبا، وهرب عنها نائب السلطنة سلّار مشرّقا، وضربت البشائر ببلاد الإسلام، وعملت الزينة، وجلس السلطان على تخت ملكه يوم عيد الفطر ولله الحمد بلا ضربة ولا طعنة، وقبض على عدة أمراء أولي طيش وزعارة كل واحد منهم لا يقنع إلا بالملك، فأهلك بعضهم كالمخلوع «٣» ونائبه «٤» ولم ينتطح فيها عنزان.
وقرر الأفرم بصرخد، واستناب بمصر سيف الدين بكتمر أمير جندار «٥» ، وبدمشق قراسنقر المنصوري.
وفي شوال، هاجت القيسية واليمانية بحوران وحشدوا، وبلغت المقتلة ألف