والعراق ذباب، لحنوا «١» على هذا ضما، وتلوا ذلك كتابا محكما، ثم قال:
فغاظني منهم ذلك، وأنفت «٢» مما هناك، وأخذت نفسي بجمع ما وجدت من حسنات دهري، وتتبعت محاسن أهل بلدي وعصري، غيرة «٣» لهذا الأفق الغريب أن تعود بدوره أهلّة، وتصبح بحوره ثمادا «٤» مضمحلة.
ثم قال: وليت شعري من قصر «٥» العلم على بعض الزمان، أو خص أهل الشرق بالإحسان؟ «٦»
قلت: وكفى المشرق قضاء هذا الأديب الفريد على أهل الأندلس، وهم صفوة أهل المغرب بولوعهم بما لأهل المشرق، حتى لو نعق غراب، أو طنّ ذباب، مع تصديقه لأبي علي البغدادي «٧» في قوله، وقد قصد الأندلس: لما وصلت القيروان، وأنا أعتبر من مرّي من أهل الأمصار، فوجدتهم «٨» درجات في