وقال سعيد بن عبد العزيز «١» : أدى هشام «٢» عن الزهري سبعة آلاف دينار، وكان يأدب ولده، ويجالسه.
وقال سعيد- أيضا-: سأل هشام بن عبد الملك الزهري أن يملي على بعض ولده شيئا، فأملى عليه أربعمائة حديث، وخرج الزهري، فقال: أين أنتم، يا أصحاب الحديث، فحدثهم بتلك الأربع مائة، ثم لقي هشاما بعد شهر، أو نحوه فقال للزهري: إن ذلك الكتاب ضاع، فدعا بكاتب، فأملاها عليه، ثم قابل الكتاب الأول فما غادر حرفا واحدا.
ومن حفظ الزهري: أنه حفظ القرآن في ثمانين ليلة، وقال: ما استعدت «٣» عالما قط.
وقال مالك: قدم الزهري المدينة، فأخذ بيد ربيعة «٤» ، ودخلا بيت الديوان، فلما خرجا وقت العصر، خرج ابن شهاب وهو يقول: ما ظننت أن بالمدينة مثل ربيعة، وخرج ربيعة وهو يقول: ما ظننت أن أحدا بلغ من العلم ما بلغ ابن شهاب.
وقال معمر: كنا نظن أنا قد أكثرنا عن الزهري، حتى قتل الوليد بن