للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشد رجل يونس النحوي قوله: [البسيط]

استودع العلم قرطاسا فضيّعه ... فبئس مستودع العلم القراطيس

فقال: قاتله الله، فما أشدّ صبابته بالعلم، وأحسن صيانته له. إن عملك من روحك ومالك من بدنك فضعه مكان الروح، ومالك بمكان البدن.

وقال الخليل بن أحمد: لا يصل أحد من علم النحو إلى ما يحتاج إليه حتى يتعلم ما لا يحتاج إليه. قال غيره: فإذا الذي لا يحتاج إليه هو الذي يحتاج إليه إذا لم يوصل إلى ما يحتاج إلّا بما لا يحتاج إليه. وقد قال صلى الله عليه وسلّم: قيّدوا العلم بالكتاب. وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: بقية عمر الإنسان لا يمنّ لها بدرك ما فاته ويحيي ما أماته، يبدل سيئاته حسنات. وقال علي بن أبي طالب، رضي الله عنه: إن الله تعالى جعل محاسن الأخلاق وصلة بينه وبين عباده، فيحسب أحدكم أن يتمسك بحبل متصل بالله.

قيل لبعض الكذابين: كيف تحتال للكذب؟ قال: أكذب على الموتى وأستشهد الغيب.

وقيل لبعض الحكماء: متى تقضي له بالصدق؟ قال: إذا صدق فيما يضرّه كما يصدق فيما ينفعه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: المؤمن يألف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف. وقال صلى الله عليه وسلم: لم يكذب من قال خيرا ونمّى خيرا وأصلح بين الناس.

قال ابن مسعود رضي الله عنه: من كان كلامه لا يوافق فعله فإنما يوبّخ نفسه وقال الجاحظ في كتاب البيان والتبيين: وقد صحت التجربة وقامت العبرة على أن سقوط جميع الإنسان أصلح في الإبانة عن الحروف منه إذا سقط أكثرها، وخالف أحد شرطيها للآخر، وقد رأينا تصديق ذلك في أفواه قوم شاهدهم الناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>