فأما الخط فمّما ذكر الله فيه لنبيه صلى الله عليه وسلم اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ* الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ* «١»
. وأقسم بالكتاب المكنون، فقال:«ن والقلم وما يسطرون* «٢» » . والقلم أحد اللسانين، وهو أبقى أثرا، واللسان أكثر هذرا.
وقال عبد الرحمن بن كيسان: استعمال القلم أجدر، وأن يحضّ الذهن على تصحيح الكتاب من استعمال اللسان على تصحيح الكلام. واللسان مقصور على القريب الحاضر، والقلم مطلق في الشاهد والغائب. وهو في الغابر الكائن مثله للقائم الراهن. والكتاب يقرأ بكل لسان، ويدرس في كل زمان؛ واللسان لا يعدو سامعه ولا يتجاوز مواضعه.
وأمّا العقد وهو الحساب دون اللفظ والخط. فالدليل على لفظه والانتفاع به قوله تعالى:
ولولا معرفة العباد معنى الحساب في الدنيا لما فهموا معنى الحساب في الآخرة. وأما النصبة فهي الحال الناطقة بغير اللفظ، والمشيرة بغير اليد؛ وذلك ظاهر في خلق السماوات والأرض، وفي كل شيء.