للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأرواح من الوقوف مع حضرات الجمال، وتوبة الأسرار من معاينة غين الكمال، وتوبة أسرار الأسرار مما لا ينال، والسر الواحد الجامع، عدم رؤية الثواب النافع، وهذا باب يدق وصفه، ويمنع كشفه، فألق سمعك أيها المغتر بحياته!، المحجوب على الحقيقة بمشاهدة صفاته، وخذ خطاب الحق، من حضرة الفرق بلسان الصدق، فيا محلّ العدم! عليك بالبكاء والندم، ويا محلّ التمحيص والاختبار! عليك بالافتقار والاعتذار، ويا محل الاطلاع! عليك بالنزوع والإقلاع، فشمّر الذيل، واقطع بالتلاوة زمان الليل، وطهّر ثيابك قبل انسلاخك عنها، واعرف قدر جنايتك وتب إلى الله عز وجل منها، وإياك والخديعة، باسترسال الطبيعة، وأقم ميزان العدل بين حجبك وجنايتك، وكحّل بميل «١» الاعتبار عين بصيرتك، لتعرف قدر ظلام عمايتك، واعلم أنك على ما فرّطت في جنب الله نادم، وعلى ما قدّمت بين يديك قادم، وأدنى مرامي أفعالك وأقصاها في كتاب: لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها

«٢»

فطوبى لمن غدا تائبا منيبا ... ذليلا لربّ جليل

تراه إذا جنّ ليله ... كثير الأنين كثير العويل

قريح الفؤاد حليف السها ... د يراعي النجوم بطرف عليل

إذا الدمع سال على خدّه ... محا أثر الدمع حر الغليل

وقوله من خطبة:" فلا يقع بصر إلا عليه، ولا يخرج خارج إلا منه، ولا ينتهي قاصد إلا إليه، فيا أولي الألباب!، أين الغيبة والحجاب:

ومن عجب أني أحنّ إليهم ... وأسأل شوقا عنهم، وهم معي

وتبكيهم عيني وهم في سوادها ... ويشتاقهم قلبي وهم بين أضلعي

ومنه قوله:" أيها الغافل عن مواقعة الحساب، والمتعامي عن مناقشة ما في يديه من الاكتساب، كأنك ما قرأت ما في الكتاب المبين: وَكَفى بِنا حاسِبِينَ

«٣» ، فاعلم- أيقظك

<<  <  ج: ص:  >  >>