قال إسحاق: فحدثت أبا عبد الله هذا الحديث، وكنا قد أخذنا في أحاديث الخلفاء، ومن كان يسمع الغناء، فقال أبو عبد الله: كان قدوم يزيد مكة وبعثه إلى الغريض سرّا قبل أن يستخلف، قلت له: فلم أشير إلى الغريض: اسكت حيث غنّاه:
وإني لأرعى قومها من جلالها
وما السبب في ذلك؟ قال: أنا أحدثك، حدثني أبي قال: كان عبد الملك بن مروان أشدّ الناس حبا لعاتكة بنت يزيد بن معاوية امرأته، وهي أم يزيد بن عبد الملك، فغضبت مرة على عبد الملك، وكان بينهما باب فأغلقته فشق غضبها على عبد الملك، وشكا إلى خاصته، فقال له عمرو بن بلال الأسدي: مالي عندك إن رضيت؟ قال: حكمك، فأتى [عمر] بابها، فجعل يتباكى، وأرسل إليها بالسلام، فخرجت إليه خاصّتها «١» وجواريها، فقلن: مالك؟ قال: فزعت إلى عاتكة في أمر رجوتها له، فقد علمت مكاني من «٢» أمير المؤمنين معاوية ومن أبيها بعده، قلن: ومالك؟ قال: ابناي لم يكن لي غيرهما، فقتل أحدهما صاحبه، وقال أمير المؤمنين: أنا قاتل الآخر به، فقلت: يا أمير المؤمنين، أنا الولي وقد عفوت، قال: لا أعوّد الناس هذه العادة، وقد رجوت أن يحيي الله ابني هذا على يدها، فدخلن عليها فذكرن لها ذلك، فقالت: فكيف أصنع مع غضبي عليه وما أظهرت له؟ قلن: إذا والله يقتل، فلم يزلن «٣» بها حتى دعت ثيابها فأحضرنها، ثم خرجت نحو الباب، وأقبل جريج الحصيني «٤» فقال: يا أمير