المؤمنين، هذه عاتكة قد أقبلت، قال: ويلك ما تقول، قد والله طلعت فأقبلت فسلّمت، فلم يردّ عليها السلام، فقالت: والله لولا عمرو ما جئت، تعدّى أحد ولديه على الآخر، وأردت قتل الآخر، وهو الولي، وقد عفا، قال: إني أكره أن أعّود الناس هذه العادة، قالت: أنشدك الله يا أمير المؤمنين، قد عرفت مكانه من أمير المؤمنين معاوية، ومن أمير المؤمنين يزيد، وهو ببابي، فلم تزل به حتى أخذت برجله فقبلتها، فقال: هولك، فلم يبرحا حتى اصطلحا، ثم راح عمرو ابن بلال على عبد الملك، فقال: يا أمير المؤمنين، كيف رأيت؟ قال: رأينا أثرك، فهات حاجتك، قال: مزرعة بعبيدها «١» وما فيها وألف دينار، وفرائض لولدي وعيالي، قال: ذلك لك، ثم اندفع عبد الملك [١٩] فتمثل بقول كثير: «٢»[الطويل]
وإني لأرعى قومها من جلالها
ثم علمت «٣» عاتكة ما أراد، فلما غنّى يزيد بهذا الشعر، كره مواليه، إذ كان عبد الملك تمثّل به في أمّه. قال أبو عبد الله «٤» ، واما خبره لما غنى بشعر عمرو بن شأس، فإن ابن الأشعث «٥» لما قتل، بعث الحجاج إلى عبد الملك برأسه مع عرار بن عمرو بن شأس، فلما ورد به، وأوصل كتاب الحجاج إليه، جعل عبد الملك يقرأه، وكلما شك في شيء سأل عرارا عنه فأخبره، فعجب عبد الملك