على ضيفي وأشكره، فقلت: إنه ذكرك فأحسن الذكر، فهل أنت بارزة [لي] حتى أنظر إليك، قالت نعم، فلبست ثيابها ثم برزت، ودعت لي بطرف، وقالت: يا أخا «١» بني تميم، والله ما ثوباك هذا بمشتبهين، ودعت بعيبتها وأخرجت لي ملحفة مروية «٢» مشبعة من العصفر، ثم قالت: أقسمت عليك لتقومنّ إلى كسر البيت لتخلعنّ مدرعتك «٣» ثم لتأتزرنّ بهذه الملحفة، فهي أشبه ببردك، فقمت ففعلت وأخذت مدرعتي بيدي فوضعتها إلى جانبي، وأنشدتها الأبيات فدمعت عيناها، وتحدثنا طويلا من النهار، ثم انصرفت إلى إبلي بملحفة بثينة وبردة جميل، ونظرة من بثينة. قال [معبد] فجزيت الشيخ خيرا وانصرفت من عنده، وأنا أحسن الناس حالا بنظرة من الغريض واستماع غنائه، وعلم بحديث جميل وبثينة، فيما غنيّت أنا به، وفيما غنّى به الغريض، على حق ذلك وصدقه، فما رأيت قط ولا سمعت بزوجين أحسن من جميل وبثينة، ومن الغريض ومنّي.
قال: قدم الوليد بن عبد الملك مكة فأراد أن يأتي الطائف، فقال: هل من رجل عالم يخبرني عنها؟ فقالوا: عمر بن أبي ربيعة، قال: لا حاجة لي به، ثم دعا فسأل فذكروه إياه، فقال: هاتوه، فأتوا به، فركب [ص ٢٤] معه، ثم جعل يحدثه، ثم حول عمر رداءه ليصلحه على نفسه، فإذا على ظهره أثر، فقال الوليد: ما هذا الأثر؟ فقال: كنت عند جارية لي، إذ جاءتني جارية برسالة جارية أخرى، فجعلت تسارّني، فعضّت التي كنت عندها منكبي، فما وجدت ألم عضتها من لذة ما كانت تلك تنفث في أذني حتى بلغت ما ترى، فضحك الوليد، فلما رجع عمر، قيل له: ما الذي كنت تضحك به أمير المؤمنين؟ قال: