فغنّى بغير إصابة وأوتار مختلفة ودساتين «١» مختلفة، ثم عاد الخادم إلى الجارية التي تليه فقال: تغنّي، فغنت بصوت لي كانت فيه أحسن حالا من الرجل، وهو:«٢»[البسيط]
يا دار أضحت خلاء لا أنيس بها ... إلا الظّباء وإلا الناشط الفرد «٣»
أين الذين إذا ما زرتهم جذلوا ... وطار عن قلبي التّشواق والكمد
ثم عاد الخادم إلى الجارية الثانية فاندفعت تغني بصوت لحكم الوادي وهو:«٤»[الطويل]
فو الله ما أدري أيغلبني الهوى ... إذا جدّ جدّ البين أم أنا غالبه
فإن أستطع أغلب وإن يغلب الهوى ... فمثل الذي لا قيت يغلب صاحبه
[ص ٥٥] ثم عاد الخادم إلى الجارية الثالثة فغنّت بصوت لحنين وهو قوله: «٥»[الطويل]
مررنا على قيسيّة عامريّة ... لها بشر صافي الأديم هجان «٦»
فقالت وألقت جانب السّتر دونها ... من ايّة أرض أم من الرّجلان
فقلت لها أما تميم فأسرتي ... هديت وأمّا صاحبي فيمان
رفيقان ضمّ السّفر بيني وبينه ... وقد يلتقي الشّتى فيأتلفان