لو لم يكن في الأرض إلا درهم ... ومدحته لأتاك ذاك الدرهم
ويحكى أنه أعطاه على هذين البيتين سبعين «١» ألف درهم، فأغفله قليلا، ثم دخل عليه وقد [اشترى] بتلك الدراهم قرية في نهر الأبلّة، فأنشده:«٢»[الطويل]
بك ابتّعت في نهر الأبلة قرية ... عليها قصير بالرّخام مشيد
إلى جنبها أخت لها يعرضونها ... وعندك مال للهبات عتيد
فقال له: وكم ثمن هذه الأخت؟ فقال: عشرة آلاف درهم، فدفعها له، ثم قال [ص ٨٢] تعلم أن نهر الأبلّة عظيم وفيه قرى كثيرة، وكل أخت إلى جانبها أخرى، وإن فتحت هذا الباب اتسع الخرق، فاقنع بهذه ونصطلح عليها، فدعا له وانصرف.
وقد ألمّ أبو بكر محمد بن هاشم «٣» أحد الخالديين بمعنى قول بكر بن النطاح «٤» المذكور في البيتين الأولين، فقال:«٥»[الكامل]
وتيقّن الشعراء أنّ رجاءهم ... في مأمن بك من وقوع الياس
ما صحّ علم الكيمياء لغيرهم ... فيمن عرفنا من جميع النّاس