تعطيهم الأموال في بدر إذا ... حملوا الكلام إليك في قرطاس
وكان أبو دلف قد لحق أكرادا قطعوا الطريق في عمله، فطعن فارسا فأنفذت الطعنة إلى فارس آخر وراءه رديفه، فنفذ فيه السنان، فقتلهما، فقال في ذلك ابن النطاح:«١»[الكامل]
قالوا وينظم فارسين بطعنة ... يوم الهياج ولا نراه كليلا
لا تعجبوا فلو أنّ طول قناته ... ميل إذا نظم الفوارس ميلا «٢»
وكان أبو عبد الله أحمد بن أبي فنن صالح مولى بني هاشم، أسود مشوه الخلق قصيرا، فقالت له امرأته: يا هذا، إن الأدب أراه قد سقط نجمه، وطاش سهمه، فاعمد إلى سيفك ورمحك وقوسك، وادخل مع الناس في غزواتهم، عسى الله أن ينفعك من الغنيمة بشيء، فأنشد يقول:«٣»[البسيط]
مالي ومالك [قد] كلفتني شططا ... حمل السلاح وقول الدّار عين قف
أمن رجال المنايا خلتني رجلا ... أمسى وأصبح مشتاقا إلى التّلف
تمشي المنايا إلى غيري فأكرهها ... فكيف أمشي إليها بارز الكتف
ظننت أنّ نزال القرن من خلقي ... أو أنّ قلبي في جنبي أبي دلف «٤»
فبلغ خبره أبا دلف فوجّه إليه ألف دينار. وكان أبو دلف لكثرة عطائه قد ركبته الديون، واشتهر ذلك عنه، فدخل عليه بعضهم، وأنشده:«٥»