للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا يغلظن علي قلبك، ولا يستخفنك الذي بلغك، أنا الذي أقول «١» :

[البسيط]

يا أعظم الناس عفوا عند مقدرة ... وأعظم النّاس عند الجود للمال

لو أصبح النيل يجري ماؤه ذهبا ... لما أشرت إلى خزن بمثقال

وهي عدة أبيات، فضحك عبد الله بن طاهر وقال: يا أبا السمراء، أقرضني عشرة آلاف دينار، فما أمسيت أملكها، فأقرضه فدفعها إلى معلّى الطائي.

قال محمد بن الفضل الخراساني أحد قواد عبد الله بن طاهر، لما قال عبد الله بن طاهر قصيدته التي يفخر فيها بمآثر أبيه وأهله، ويفخر بفضلهم وقتلهم المخلوع، عارضه محمد بن زياد الأموي الحصني من ولد مسلمة بن عبد الملك، فأفرط في السب وتجاوز قبح الرد، وتوسط بين القوم وبين بني هاشم [ص ١٠٠] فأربى في التوسط، وكان فيما قال فيه: «٢» [المديد]

يا بن بيت النار يوقدها ... ما لحاذيه سراويل «٣»

من حسين من أبوك ومن ... مصعب غالتكم غول

نسب في الفخر مؤتشب ... وأبوّات أراذيل

وهي قصيدة طويلة، فلما ولي عبد الله بن طاهر، وردّ إليه أمر الشام علم الحصني أنه لا يفلت منه إن هرب، ولا ينجو من يده، فثبت في موضعه، وأحرز حرمه، وترك أمواله ودوابه، وكل ما يملك في موضعه، وفتح باب حصنه وجلس عليه يتوقع من عبد الله بن طاهر أن يوقع به، فلما شارفنا بلده وكنا على أن

<<  <  ج: ص:  >  >>