للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كتابه لا يزال يرد [ص ١٧٦] عليّ ومعه ألف دينار وألفا دينار يصلني بذلك كلّما غني بهذا الصوت.

قال أحمد بن يحيى المكي: دعاني الفضل بن الربيع، ودعا علوية ومخارقا، وذلك في أيام المأمون بعد رجوعه له ورضاه عنه، فلما اجتمعنا عنده كتب إلى إسحاق الموصلي يسأله أن يصير إليه ويعلمه الحال في اجتماعنا عنده: فكتب إليه: لا تنتظروني في الأكل، فإني قد أكلت، وأنا أصير إليكم بعد ساعة، فأكلنا وجلسنا نشرب، حتى قربت صلاة العصر، ثم وافى إسحاق وجاء غلامه بقطرميز «١» نبيذ فوضعه ناحية، وأمر صاحب الشراب بإسقائه منه، وكان علوية يغني الفضل صوتا اقترحه عليه وأعجبه، وهو: «٢» [الطويل]

فإن تعجبي أو تبصري الدّهر ضمّني ... بأحداثه ضمّ المقصّص بالجلم «٣»

فقد أترك الأضياف تندى رحالهم ... وأكرمهم بالنّحض والنّاصل الشّبم «٤»

فقال: أخطأت يا أبا الحسن في قسمة هذا الصوت، وأنا أصلحه لك، فجن علوية واغتاظ وقامت قيامته، فأقبل عليه إسحاق وقال: يا حبيبي، ما أردت الوضع منك بما قلت لك، وإنما أردت تهذيبك وتقويمك لأنك منسوب في الصواب والخطأ إلى أبي وإليّ، فإن كرهت ذلك تركتك وقلت لك أحسنت وأجملت، فقال له علوية، والله ما هذا أردت [ولا أردت] إلا ما لا تتركه أبدا من سوء عشرتك، أخبرني عنك حين تجيء هذا الوقت لما دعاك الأمير وعرفك أنه نشط للاصطباح، ما حملك على الترفع من مباركته وخدمته؟ أمن شغل؟ فما

<<  <  ج: ص:  >  >>