فأكلنا، ووضع النبيذ فشربت وشرب وغنيته، ثم دعا بدواة ورقعة، فكتب أربع رقعات، فظننت توقيعا بجائزة فإذا هو قد دعا بعض وكلائه فساره بشيء، فزاد طمعي بالجائزة، ومضى الرجل وجلسنا نشرب وأنا أنتظر، فلا أرى شيئا إلى العتمة، ثم اتكأ يحيى فنام، وقمت من عنده وأنا منكسر خائب فخرجت وقدم لي حماري، فلما تجاوزت الدار قال لي غلامي [إلى اين تمضي] قلت: إلى البيت، قال: قد بيعت وأشهد على صاحبها، وابتيع الدرب كله ووزن ثمنه، والمشتري جالس على بابك ينتظر ليعرفك وأظنه ابتاع ذلك للسلطان، لأني رأيت الأمر في عجلة واستحثاث أمر سلطانيا، فوقعت من ذلك فيما لم يكن في حسأبي، وأنا لا أدري ما أعمل، فلما نزلت على باب داري، [إذا أنا] بالوكيل الذي ساره يحيى قد قام إليّ وقال: ادخل- أيّدك الله- دارك، حتى أدخل إليك في أمر أحتاج إلى مخاطبتك فيه، فطابت نفسي بذلك، ودخلت الدار ودخل إلي فأقرأني توقيع يحيى:(يطلق لأبي محمد إسحاق مئة ألف درهم يبتاع له بها داره، وجميع ما يجاورها ويلاصقها) والتوقيع الثاني إلى ابنه الفضل: (قد أمرت لأبي محمد إسحاق [بمائة ألف درهم] يبتاع له بها داره فأطلق له مثلها على إصلاح الدار كما يريد وبنائها على ما يشتهي) ، والتوقيع الثالث إلى ابنه جعفر [ص ١٧٩](قد أمرت لأبي محمد إسحاق بمائة ألف درهم يبتاع له منها منزل يسكنه، وأمر له أخوك بمائة ألف درهم ينفقها على بنائها ومرّمتها على ما يريد فأطلق أنت له مئة ألف درهم يبتاع بها فرشا لمنزله) ، والتوقيع الرابع إلى محمد ابنه:(قد امرت وأخواك بثلاث مئة ألف درهم لمنزل يبتاعه وفرش يبتذله فيه، ونفقة ينفقها عليه فأمر له بمائة ألف درهم ينفقها في سائر نفقته) ، وقال لي الوكيل: قد حملت المال كله واشتريت كل شيء حولك بسبعين ألف درهم) وهذه كتب الابتياعات باسمي والإقرار لك، وهذا المال الباقي في يدي ها هو