بورك لك فيه، فقبضته، وأصبحت احسن الناس حالا ومرأى في منزلي وفرشي وآلتي، والله ما هذا من أكثر شيء فعلوه بي، أفألام على ذلك في شكرهم؟
فبكى الفضل بن الربيع وكلّ من حضر، وقالوا: لا والله، لا يلام على شكرهم، ثم قال له الفضل: بحياتي عليك، غن الصوت ولا تبخل على أبي الحسن أن تقومه له، قال: أفعل، وغناه، فتبين علوية أنه كما قال، فقام فقبل رأسه، وقال:
أنت أستاذنا وابن أستاذنا وأولى بتقويمنا واحتمالنا من كل أحد، وردّه «١» إسحاق مرات حتى استوى لعلوية.
قال إسحاق: قلت في ليلة من الليالي: «٢»[الخفيف]
هل إلى نظرة إليك سبيل ... يرو منها الصّدى ويشفى الغليل
إن ما قلّ منك يكثر عندي ... وكثير ممّن تحبّ القليل
فلما أصبحت أنشدتها الأصمعي، فقال: هذا الديباج الخسرواني «٣» ، هذا الوشي الإسكندراني، لمن هذا؟ فقلت: ابن ليلته، فتبيّنت الحسد في وجهه، وقال: أفسدته! أفسدته! أما إنّ التوليد فيه لبين.
قال الأصمعي: دخلت أنا وإسحاق الموصلي يوما على الرشيد فرأيته لقس «٤» النّفس، فأنشده إسحاق:«٥»[الطويل]
وآمرة بالبخل قيل لها اقصري ... فذلك شيء ما إليه سبيل