قال: فغناه إياه وسقاه رطلا، ثم قال: يا غلام، ائتني بمقارع، فجيء بها، فأمر بالرجل فبطح وضربه خمسين مقرعة وهو يستغيث ولا يكلمه، ثم قال له:
احلف بالطلاق أنك لا تذكرني أبدا، وإلا كان هذا دأبك إلى الليل، فحلف بالطلاق ثلاثا على ما أمره به، ثم أخرج، فجعلنا نضحك بقية يومنا من حمقه، وما أصاب الرجل.
قال: كان مخارق ممن إذا تنفس أطرب «٢» من يسمع نفسه.
قال: خرج مخارق مع بعض إخوانه إلى بعض المتنزهات، فنظر إلى قوس مذهبة مع بعض من خرج معه، فسأله أن يهبها له، فضن المسئول [بها] ، قال: وسنحت ظباء بالقرب منه فقال مخارق: أرأيت إن غنيت صوتا فعطفت به عليك خدود الظباء أتدفع لي هذه الأقواس؟ قال: نعم والله، فاندفع مخارق يغني:«٣»[المجتث]