للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: فلما ولي موسى الهادي الخلافة، استتر إبراهيم منه، فكان منزله يكبس «١» في كل وقت، وأهله يروعون بطلبه، حتى أصابوه فمضوا به إليه، فلما عاينه قال: يا سيدي [فارقت] أم ولدي وأعز خلق الله علي، ثم غناه في شعره: «٢» [الخفيف]

يا بن خير الملوك لا تتركني ... غرضا للعدو يرمي حيالي

[ص ٢٢٩] فلقد في هواك فارقت أهلي ... ثم عرضت مهجتي للزوال

ولقد عفت في هواك حياتي ... وتغربت بين أهلي ومالي

قال إسحاق: فموّله والله الهادي وخوله «٣» ، وحسبك أنه أخذ منه في يوم واحد خمسين ألف دينار، ولو عاش لنا لبنينا حيطان دارنا بالذهب والفضة.

قال إسحاق: كان لأبي طعام معد أبدا في كل وقت، وذلك أنه كان له في كل يوم ثلاث شياه: واحدة مقطعة في القدور، وأخرى مسلوخة معلقة، وأخرى حية، فإذا أتاه قوم أطعموا ما في القدور، فإذا فرغ قطعت الشاة المعلقة ونصبت القدور وذبحت الحية فعلقت، وأتي بأخرى وهي حية في المطبخ، وكانت وظيفته [لطعامه] وطيبه في كل شهر ثلاثين ألف درهم سوى ما كان يجري وسوى كسوته، ولولا يقع عندنا من الجواري والودائع لإخوانه ثمانون جارية، ما فيهن واحدة الا ويجري عليها من الطعام والكسوة والطيب، ما يجري لأخص جواريه، فإذا ردت الواحدة إلى مولاها، أوصلها وكساها، ومات وما في ملكه أكثر من ثلاثة آلاف دينار، وعليه من الدين مئة ألف «٤» دينار.

<<  <  ج: ص:  >  >>