اطرحه علهيا بحضرتي فافعل، وأثني بما يكون بعدها من الخبر، قال: فجئت باب يحيى فوجدته كما وصف [ص ٢٣٢] وسألني فأعلمته ما أحضرني به وأمرني به، فأحضر الجارية، فألقيته عليها، ثم قال لي: تقيم عندنا يا أبا المهنا «١» أو تنصرف، فقلت: أنصرف، فقال: يا غلام، احمل مع أبي المهنا عشرة آلاف درهم، واحمل إلى أبي إسحاق مئة ألف درهم ثمن هذه الصنعة، فحملت العشرة آلاف درهم معي، فأتيت منزلي، فقلت أسر يومي هذا، وأسر من عندي، ومضى الرسول بالمال، وأقمت ليلتي فلما أصبحت غدوت عليه، فوجدته على مثل ما كان عليه، فترنمت وطربت، فلم يتلق ذلك بما يجب، فقلت: ما الخبر؟
ألم يأتك المال؟ قال: بلى، قال: فما خبرك أنت فأخبرته بما وهب لي، فقال: ارفع السجف «٢» ، فرفعته فإذا عشر بدر «٣» ، قلت: في أي شيء بقي عليك في أمر الضيعة؟ فقال: والله ما هو إلا أن دخلت منزلي حتى شححت عليها، وصارت مثل ما حويت قديما، قلت: سبحان الله العظيم، فتصنع ماذا؟ [قال] : قم حتى ألقنك صوتا يفوق ذلك، فقمت فجلست بين يديه، فألقى عليّ:«٤»[الطويل]
ويفرح بالمولود من آل برمك ... بغاة الندى والسيف والرمح ذو النصل
وتنبسط الآمال فيه لفضله ... ولا سيما إن كان من ولد الفضل
قال مخارق: فسمعت مالم أسمع مثله قط، وصغر عندي الأول، فأحكمته، وقال: امض الساعة إلى الفضل بن يحيى، فإنك تجده لم يأذن لأحد بعد، وهو