للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البلدان [١] ، ونقله عمن يوثق به من أهل هذا الشأن.

قال الشيخ مبارك: وأما قبة الإسلام فتكون في الثالث، وفارقتها وما تكاملت، ولي الآن عنها ست سنين «١» ، وما أظنها تكون قد تكملت، لعظم ما حصل الشروع فيه من اتساع خطة المدينة، وعظم البناء، وإن هذا السلطان كان قد قسمها على أن تبنى محلات، لأهل كل طائفة محلة، الجند في محلة، والوزراء والكتاب في محلة، والقضاة والعلماء في محلة، والمشايخ والفقراء في محلة، والتجار والكساب في محلة، وفي كل محلة «٢» ما يحتاج إليه من المساجد والمآذن [٢] والأسواق والحمامات والطواحين والأفران وأرباب الصنايع من كل نوع حتى الصبّاغ والصباغين «٣» ، والدباغين، حتى لا تحتاج أهل محلة إلى أخرى في بيع ولا شراء، ولا أخذ ولا عطاء، لتكون في محلة كأنها مدينة مفردة قائمة بذاتها، غير مفتقرة في شيء إلى سواها، وليس في هذه المملكة خراب، إلا تقدير عشرين يوما مما يلي غزنة [٣] لتجاذب صاحب الهند وصاحب تركستان [٤] وما وراء النهر [٥] بأطراف


[١] تقويم البلدان لعماد الدين إسماعيل بن محمد بن عمر، أبو الفداء متوفى سنة ٧٣٢ هـ.
[٢] وردت بالمخطوط المواذن أ ١٣، ب ٦٦.
[٣] غزنة: مدينة عامرة بأفغانستان الحالية، كانت قاعدة لملك السلطان محمود الغزنوي في النصف الثاني من القرن الرابع وأوائل الخامس الهجريين.
[٤] تركستان: اسم جامع لجميع الترك وأول حدهم من جهة المسلمين فاراب، ومدائنهم المشهورة ستة عشر، مدينة (انظر مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع تأليف صفي الدين عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادي (م ٧٣٩) تحقيق علي محمد البجاوي ط أولى، القاهرة ٥٤- ١٩٥٥ ج ١/٢٥٩- وانظر تركستان، الفتح العربي حتى الغزو المغولي فاسيلي فلاديميروفتش بارتولد نقله عن الروسية صلاح الدين هاشم الكويت ١٩٨١ ج ١) .
[٥] ما وراء النهر وهي البلاد الواقعة بعد نهر جيحون المعروف بآمودريا وهي ضمن بلاد التركستان وفيها بخارى وسمرقند وخوارزم وفرغانة.

<<  <  ج: ص:  >  >>