للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك صوتها: «١» [المجتث]

تأمل العيب عيب ... وليس في الحق ريب

فكل خير وشر ... دون العواقب غيب

وإنما كل شيء ... شبيبة ثم شيب

لا تحقرن سبيبا ... كم جر نفعا سبيب

والشعر لابن الرومي، والغناء فيه....

وحكي أن الحكم [ص ٣٦٨] كان يهوى جارية من جواريه اسمها حين، فخرج مرة إلى الصحراء متنزها، والربيع قد وشى الجلابيب، ووشح مجر أذيال الكثيب، فنزل والأصل قد اعتلت كأنها تشكو فراق حبيب، والشمس قد جعلت نصب عينها المغيب، وكان قد خلف حينا «٢» وراءه فبات لا تطعم النوم جفونه، ولا تلمس الرقاد عيونه، فاستدعى ملهياته ليشغلنه ليلته بطربهن، وكانت عزيز شاعرة مغنية لبيبة أديبة فطينة، كثيرة الرواية، ففطنت لحال مولاها وما وجده لفراق حنين، ووجهه من القلق لوشيك البين، فصنعت لحنا في شعر بعض الأزد، وهو أبو عدي عامر بن سعيد أحد بني النمر بن عثمان: «٣» [الطويل]

ألا من لنفس [لا] تؤدى حقوقها ... إليها ولا ينفك غلا وثيقها

عصت كل ناه مرشد عن غواته ... فإن لها في الغي نحبا يسوقها

إذا استدبرت من غيها عطف الهوى ... عليها أمورا عصبة ما تطيقها

وقد دهديت بالحي دار مشتة ... وصرف النوى اشتاتها وصفوقها

<<  <  ج: ص:  >  >>