في كلّ عضو له من وقعها ألم ... وليس ينجع فيه ذلك الألم
كأنّه وامتهان القطّ يزعمه ... أنف الحسود إذا أرغمنه النّعم
حتى إذا جببت غاربه، وأطلقت مضاربه، انصاع من أصون جفير، وكرع في أعذب غدير، لا ترده غير الأفهام، ولا يمتح بغير أرشية الأقلام، تفيض ينابيع الحكمة من أقطاره، وتنشأ سحب البلاغة من قراره، منير مظلم، مشمس معتم:[البسيط]
يجري وأجزاؤه في الوصف جامدة ... ويستهلّ وما تجري له مقل
إذا الخواطر حامت حول مورده ... لم يظمها من قراه العلّ والنّهل
كأنّ أقلامنا فيما تحمّله ... إلى القراطيس عن أسرارنا رسل
ومنه قوله لرجل في تزويج أمه «١» : واتصل بي ما كان من أمر الواجبة الحقّ عليك، المنسوبة- بعد نسبتك إليها- إليك، واختيارها من الصيانة التي تحفظ جلالتها، وتحسن إيالتها، وتنمي مالها، وتشدّ أخوالها، وتعين طباعها على كرمها، وتقيم مهابتها على خدمها، ما لولا أن النفس تناكره بغير طريق شرعي ولا دليل قطعي، لكنت في مثله بالرضى أولى، وبالاعتداد بما جدّده الله من صيانتها أحرى؛ وقد آثر الصّلة بها من تقوى بصلته، قوّة اليد بالسّاعد، وتعتده عمّا بحكم المجاز، والعمّ صنو الوالد «٢» ؛ وتزوجت أمّ زيد بن عليّ فلم يمنعه عمّا جاء به الشّرع حميّة النخوة، وسئل: لم تزوجت أمّك بعد أبيك؟ فقال: لتبشّر بآخر مثلي من الإخوة؛ وفي هذا لها