فلان يسع العالم إحسانه، ويستغرق الشكر امتنانه، ويستخدم الدهر عزمه، ويؤدب الأيام حزمه، كعبة فضل، وغمامة وبل، الليالي بأفعاله مشرقة، والأقدار من خوفه مطرقة، تحمده أولياؤه، وتشهد له بالفضل أعداؤه، ولا يصل الشك إلى سريرته، ولا ترمد عن الحق عين بصيرته، كالقمر السعد، والأسد الورد «١» : [البسيط]
إن سار سار لواء النصر يقدمه ... أو حلّ حلّ به الإقبال والكرم
ومنه قوله: والحمد لله على ما وهب مولانا من عافية يقتضي بها شكره، وعارض مرض يختبر بها صبره، ليوجب له الزيادة من نعماه بالشكر، ويدخر له أرفع درج الجزاء بجميل الصّبر:[الطويل]
فبالمجد فقر أن يصحّ له أمر ... بقاء العلى والمكرمات بقاؤه
يداوي من الوعك الأطباء جسمه ... ويعدم من وقع الرماح اتقاؤه
فياذا الذي في رأيه وحسامه ... إذا اعتزما برء الزّمان وداؤه
رويدا فبالآمال أعظم فاقة ... إلى غيث جود في يديك سماؤه
فرفقا بجسم إن أردت بقاءه ... فصفحك للتّرفيه عنه شفاؤه
فما حمّ حتّى حمّت الخيل قبله ... [وحتى ترى] الصّمصام يبدو اشتكاؤه
«٢»
ولا تنكرن من ذا الدّؤوب اعتلاله ... بحال فقد يصدي الحسام انتضاؤه