للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ذهب رمضان عن سيدنا يشهد له عند الله بأفعاله، ويثني عليه عند الله بأعماله، تحسد لياليه على صيامه أيامه، وينافس صباحه على تهجّده ظلامه، موصوله بالطاعات ساعاته، مقرونة بالخيرات أوقاته: [الكامل]

ولّى ولو ملك اختيارا أنزلت ... شوّال عن أيّامه أيّامه

واسعد بعيد لم يزل يهدي له ... بل قبل مقدمه البشارة عامه

ومنه قوله: كتبت إليك بيد أطلق الثّقة بيانها من اعتقال اليأس، وعن رغبة انصرفت إلى تأميله عن جميع النّاس؛ مستظهرا على الدّهر بالصّبر، إلى أن عدل بي الحزم عن طريق نوائبه، واجتنيت بيد التّوفيق ثمر السّلامة من مصائبه، وأنا من المولى متوسّط رغبتي وعلاه، وبين شكري ونداه، مع أنني كما قلت: [الطويل]

تطول على الأيام أن يسترقّني ... مع الدّهر إلّا للكرام المواهب

وما كلّ حال يكسب المال مرتضى ... ولكن على قدر النّفوس المكاسب

ومنه قوله يشكر منعما سلك به مسلك والده: لو ارتفع برّ عن شكر، أو جلّ إنصاف عن اعتراف، لارتفع قدر تفضلك الذي توالت عليّ أنواؤه، وسابق رجائي ابتداؤه، ولم يجسر حمدي على مطاولة إحسانك، ولا أقدم بناني على وصف امتنانك، ولكن «١» حقّ لمن انتهى «٢» إليك أن يفوت الأكفاء، ويبذّ النّظراء، لا سيّما من قصدك مقصد أبيك، فغدا يرتجيك: [المتقارب]

<<  <  ج: ص:  >  >>