غمام أنت ماؤه، وبدر أنت ضياؤه، وعضب أنت غراره، وحقّ أنت مناره؛ سعى فجئت على أثره، وصمت فنطقت عن مفخره، فكرمك فرع كرمه، وهممك نتائج هممه.
ومنه قوله في التّهاني بعام: أسعد الأعوام- أطال الله بقاء الأمير- ما ألقى عليه سيدنا أيده الله بالمجاورة شعاع سعادته، التي هي حلي الدّهور، وغرر الأيام والشّهور، وقد أطلّ هذا الحول السعيد، مبشرا بأكمل مزيد، وأحسن تجديد:[الوافر]
فلا برح الزّمان بكلّ سعد ... سفيرا بين ملكك والدّوام
إذا أفنيت عاما منه أضحى ... ضمينا للبقاء بألف عام
فما عرف التّمام الخلق حتّى ... ظهرت فصرت حدّا للتّمام
ومنه قوله: غرّة الدّهر، وقبلة الشكر؛ إن رفع الجيش حماه، أو هز الحسام أمضاه، أو أورد السنان أرضاه؛ تتعزز بخدمته الأيام، وتضيء بمناجاته ظلم الأفهام؛ خصم النّوب، وشخص الحسب:[المتقارب]
يجلّ عن الهزّ عند الجلاد ... ويضحك في حالة المغضب
شجاعته عدّة المرهفات ... وهيبته موكب الموكب
لا تطمع الأفهام بلوغ حقه في مطاولته، ولا تسمو همم الخواطر إلى مساجلته؛ غاية المادح أن يرجع عن الإطالة إلى الاختصار، ويقتنع بالقليل من الإكثار:[الكامل]