يا من سطوت على الزّمان تهاونا ... بالحادثات مذ اعتمدت عليه
لا غرو إن أخّرت عنك مدائحي ... مدح الحسام العضب في حدّيه
ومتى تشابهت الشّيات فإنّما ... يجري الجواد إلى مدى أبويه
ذلك المقام مخاطبا على البعد بألفاظك، مرموقا بالمراعاة من ألحاظك، غير نازح عمّا ألفه من عواطف الولادة، وانبساط الأنسة المعتادة؛ وإنّ سببا أوثق حسم دواعي الخلاف، وأدّى إلى دوام الائتلاف، لحقيق بالمبالغة في تأكيده بالحرمة، وتخويله في النّعمة.
ومنه قوله في هذا المعنى «١» : وأما أبو النجم «٢» فقد أدى الأمانة إلى متحملها، وسلم الذّخيرة الجليلة إلى متقبّلها، فحلّت من محل العز في وطنها، وآوت من حمى التودد إلى سكنها، صادرة من أنبل ولادة ونسب، إلى أشرف اتصال [وأنبه سبب] ، وكيف يتوصّى الناظر بنوره؟ أم كيف يحضّ القلب على حفظ سروره؟ ولو لم يمتّ أبو النجم بغير الخدمة في هذا الأمر العظيم محلا، السعيد عقدا وحلّا، لكان للحظوة أهلا، ولرفع المنزلة أولى أن يملى «٣» ؛ فكيف وآثار نصحه في جمع الشمل لائحة، ودلائل وفائه بهذه الألفة واضحة؟
ومن نثره أيضا:
وأما فلان، فقد أمنت الأعداء فتكات حسامه، وبعد عهد الخيل بأسراجه وألجامه.