جليد على عتب الخطوب إذا التوت ... وليس على عتب الأخلّاء بالجلد
وأما الفصل المختصّ بالحضرة السامية، ووقوع الأمر بحسب ما كان مولاي ذكره، فلم تزل ألمعيته تمده بالرأي الثاقب، وتكشف له ستور العواقب، والله المحمود على ما منح مولاي من صحة النظر الذي يتساوى فيه حاضر من الأمر وغائب، ومستقبل من الخطب وذاهب، وحسن الألمعية التي عناها الأوّل بقوله:[الكامل]
وتصيب مرتجلا بأوّل فكرة ... أعراض كلّ مخمّر ومبيّت
وأمّا الفلانيّان، وما تجدد بينهما في هذا الوقت من الصحبة، وانتسج من المودة، فللمشابهة قضية دائمة الوجوب، وللمشاكلة حوادث تملك حبات القلوب؛ وكلّ نفس بعادتها صبّة، وإلى ما يلائم طباعها منصبة؛ النملة تفرح بالبرّة، أكثر من فرحها بالدّرة؛ والضّيون يرى القذاريّة، خيرا من اللّطيمة الدارية؛ ومولاي يخالفهما بصحّة ميثاقه، وكرم أخلاقه، ودماثة طبعه، وصلابة نبعه، وطيب أصله وفرعه؛ فلا غرو أن يجهدا في نقض دمرته «١» ، ويرغبا عن الاختلاط بحضرته:[السريع]
لا تنظري صدّي ولا مقتي ... ما أنت من حربي ولا سلمي
وأما سؤاله عن قائل البيتين المنظومين، وهما «٢» : [مجزوء الكامل]
ويقودني لوصاله ... خرس الهوى قلق الوشاح
ينآد كالغصن النّضي ... ر بمثله عبث الرّياح
فقد فتح لي هذا السؤال بابا عرفت أنّ مولاي قد أعطى فلانا مقوده، ومدّ إلى